لسمة الأولى : تحديد الهدف والغاية
.
فليس المسلم هو الذي يخبط خبط عشواء
، ويدرس ولا يدري لماذا يدرس ، ويتخصص في مجال ولا
يدري لماذا يتخصص ، وليس له في
ذلك قصد ولا غاية ولا نية ولا توجه ؛ فإن هذا عبث يتنزه عنه
الإنسان المسلم ويلفت
نظره قول الشاعر
قد هيئوك لأمر قد فطنت له **** فاربأ بنفسك أن ترعى
مع الهمل
والتعليم جزء من حياة الفرد والطالب المسلم يدخل ضمن
عموميات المفهومات
المستقرة لدى الطالب في قوله جل وعلا : { وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون } وفي
قوله جل وعلا : { قل إن صـلاتـي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين * لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } فهدفه هو إرضاء الله -
سبحانه وتعالى - وتحصيل ما
يستعين به على طاعة الله ، وخدمة أمة الإسلام ، ودفع أسباب
الضعف والخور عنها ،
متمثلة في شخصه وفيمن حوله، وهدفه ليس فقط تحديد للغاية فقط
، بل إن غاية تشمل
مصلحة أوسع من دوائر الأنانية الذاتية، فليست نظرته قاصرة
في الحصول على الشهادة أو
التفوق لذات التفوق ، بل هو يكرس ذلك كله إلى أهداف سامية ،
وإلى غايات تشمل جميع
الأمة في مصالحها وشؤونها المتعددة، ولذلك هذا أول أمر من
سمات الطالب المسلم .
السمة الثانية : الجد والإتقان
الجد طريق المجد والإتقان طريق رضى
الرحمن ليس هناك وقت للخور ولا للتكاسل في حياة
المسلم ، والطالب أيضاً في هذا
المضمار ليس عنده أية كلمات في قاموس حياته التعليمية تقبل
الكسل أو الخور أو
الرسوب أو الضعف أو نحو ذلك ، بل كله جد يستشعر قول النبي -
صلى الله عليه وسلم - : ( إن
الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) إذا تأمل الطالب فرأى أنه مفرغ
للدراسة المهمة المكتوبة في هويته طالب ، وهو ينفق
عليه لأجل ذلك لأجل أن يتعلم،
ويحضر له المدرسون وتتوفر كل هذه الإمكانات والطاقات
والجهود والعقول والسياسات كما
أشرت لأجل أن يكون هو المستثمر والمستفيد حتى ينعكس ذلك
عليه وعلى المجتمع من بعد
ذلك، ثم هو يخلف الظن في كل الأمور ولو كان هذا في الأحوال
المعتادة مقبول العتب
فيه ، وخفيف يسير ، لكنه في ظل أوضاع تأخر الأمة وتخلفها لا
يمكن أن يكون مستساغ
ولا مقبول بأي صورة من الصور؛ فإن الإنسان إذا كان في سباق
وعلم أن المتسابقين قد
سبقوه في المسيرة بساعات عدة ، وهو يريد أن يلحق لا نقول
نريد أن يسبق سيبذل ليس
الجهد المعتاد ، أو الطاقة المعتادة المتوقعة بل المتوقع أن
يبذل الضعف أو يضاعف
الجهد ليستدرك هذا الخلل وذلك الفارق الكبير
.
لا شك أن تخلف وتأخر الأمة في
جوانب كثيرة ، يبعث الأسى والأمل ويثير الحزن ،
ويكثر الحديث عنه في خطب الخطباء
ووعظ الوعاظ ، ولكن أكبر قوة ، وأقوى صورة لتغيير هذا الضعف
، واللحاق بالركب
السائر هي صورة العمل والجد والإتقان ، ولذلك حينما نسمع
هذه الاستغاثات أو عدم
الرضى عن هذا التخلف نسمعه كلاماً كأنه يدور في حلقة مفرغة
، والإجابات العملية هي
التي ينتظرها الناس ويؤملوا فيها التغيير ، وإلا فإننا
نستطيع أن نردد مع القائل
كثيراً من أسباب التندم والتحسر ، ولكن يحتاج الأمر في آخر
الأمر إلى العمل .
ملـكـنـا هذه الدنيا قروناً **** وأخـضـعـها جدوداً
خالدونا
وسـطـرنا صحائف
من ضياء **** فـمـا نـسـي الزمان وما نسينا
وكـنا حين يأخـذنا عـدو ****
بـطـغـيان نـدوس له الجبيـنا
تفيض قـلـوبنا بالهدي بأسا **** فـما نـغضي عن
الظلم الجفونا
وما فتـئ الـزمان يدور حتى **** مـضـى بـالـمجد قوم
آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي **** وقـد كـانـوا
أئمـتـه سنينا
وآلمـنـي وآلـم
كـل حر **** سـؤال الـدهـر أيـن المسلمونا
ترى هـل يرجع الماضي فإني **** أذوب
لذلك المـاضي حنيـــنا
ولن يرجع إلا بالجد والإتقان
.
السمة الثالثة :
الصبر والاستمرار
فإن التعليم وقضيته ليست مسألة فورية عابرة ، وليست
هي طفرة حماس
عابر ولا زمن قصير سائر، بل هي صراع حضاري ، وبناء أممي ، وجهاد طويل المسار ،
متعدد المسالك تحتاج الأمة فيه من أفرادها وأبناءها
إلى دأب واستمرار، فليس المسلم
هو الذي يقنع بالدون ، بل همته لا ترضى إلا بأعلى المعالي ،
ولذلك ما يزال كلما
اقتبس علماً ، وارتقى مرتبة سعى إلى غيرها ، وكان بهذا
السعي إلى التقدم عامل من
عوامل التغيير المنشود .
السمة الرابعة : الاستمداد من الله - سبحانه وتعالى
-
وهذه مزية الطالب المسلم يشعر دائماً بالفقر والعجز
والحاجة إلى الله - سبحانه
وتعالى - ولذا يندفع نحو الاستعانة بالله - جل وعلا - .
إذا لم يكن من
الله عون للفتى **** فأول ما يقضي عليه اجتهـاده
ويستشعر قول الله - عز وجل -
: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ولذلك تجده
يستمد من الله - عز وجل - دوام
الاستعانة به ، والحرص على الاستقامة ، ولذلك تجد في هذه
الأيام بعض الطلاب يحرصون
على الاستقامة ، ويقبلون على المساجد، ويحرصون على الطاعات
لماذا ؟ لأن في النفس
شعور بأن هذا يؤدي إلى التوفيق ويجد في العبادة والطاعات
ويقول الطالب في نفسه إن
أطعت الله سبحانه وتعالى يسر لي الأمر وسهل لي العسير ونحو
ذلك، وهذا الشعور في حد
ذاته محمود لكن السمة للطالب المسلم الحق هي داوم الاستمداد
من الله - سبحانه
وتعالى - فلا يفتر ويعلم قول الله - جل وعلا - : { إن الذين
قالوا ربنا الله ثم
استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا
وأبشروا بالجنة التي كنتم
توعدون ) فإذا كان هذا الجزاء في الآخرة فهو كذلك في الدنيا
عظيم ، ويكون في دوام
التوفيق والتيسير والتسهيل
.
فليس المسلم هو الذي يخبط خبط عشواء
، ويدرس ولا يدري لماذا يدرس ، ويتخصص في مجال ولا
يدري لماذا يتخصص ، وليس له في
ذلك قصد ولا غاية ولا نية ولا توجه ؛ فإن هذا عبث يتنزه عنه
الإنسان المسلم ويلفت
نظره قول الشاعر
قد هيئوك لأمر قد فطنت له **** فاربأ بنفسك أن ترعى
مع الهمل
والتعليم جزء من حياة الفرد والطالب المسلم يدخل ضمن
عموميات المفهومات
المستقرة لدى الطالب في قوله جل وعلا : { وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون } وفي
قوله جل وعلا : { قل إن صـلاتـي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين * لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } فهدفه هو إرضاء الله -
سبحانه وتعالى - وتحصيل ما
يستعين به على طاعة الله ، وخدمة أمة الإسلام ، ودفع أسباب
الضعف والخور عنها ،
متمثلة في شخصه وفيمن حوله، وهدفه ليس فقط تحديد للغاية فقط
، بل إن غاية تشمل
مصلحة أوسع من دوائر الأنانية الذاتية، فليست نظرته قاصرة
في الحصول على الشهادة أو
التفوق لذات التفوق ، بل هو يكرس ذلك كله إلى أهداف سامية ،
وإلى غايات تشمل جميع
الأمة في مصالحها وشؤونها المتعددة، ولذلك هذا أول أمر من
سمات الطالب المسلم .
السمة الثانية : الجد والإتقان
الجد طريق المجد والإتقان طريق رضى
الرحمن ليس هناك وقت للخور ولا للتكاسل في حياة
المسلم ، والطالب أيضاً في هذا
المضمار ليس عنده أية كلمات في قاموس حياته التعليمية تقبل
الكسل أو الخور أو
الرسوب أو الضعف أو نحو ذلك ، بل كله جد يستشعر قول النبي -
صلى الله عليه وسلم - : ( إن
الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) إذا تأمل الطالب فرأى أنه مفرغ
للدراسة المهمة المكتوبة في هويته طالب ، وهو ينفق
عليه لأجل ذلك لأجل أن يتعلم،
ويحضر له المدرسون وتتوفر كل هذه الإمكانات والطاقات
والجهود والعقول والسياسات كما
أشرت لأجل أن يكون هو المستثمر والمستفيد حتى ينعكس ذلك
عليه وعلى المجتمع من بعد
ذلك، ثم هو يخلف الظن في كل الأمور ولو كان هذا في الأحوال
المعتادة مقبول العتب
فيه ، وخفيف يسير ، لكنه في ظل أوضاع تأخر الأمة وتخلفها لا
يمكن أن يكون مستساغ
ولا مقبول بأي صورة من الصور؛ فإن الإنسان إذا كان في سباق
وعلم أن المتسابقين قد
سبقوه في المسيرة بساعات عدة ، وهو يريد أن يلحق لا نقول
نريد أن يسبق سيبذل ليس
الجهد المعتاد ، أو الطاقة المعتادة المتوقعة بل المتوقع أن
يبذل الضعف أو يضاعف
الجهد ليستدرك هذا الخلل وذلك الفارق الكبير
.
لا شك أن تخلف وتأخر الأمة في
جوانب كثيرة ، يبعث الأسى والأمل ويثير الحزن ،
ويكثر الحديث عنه في خطب الخطباء
ووعظ الوعاظ ، ولكن أكبر قوة ، وأقوى صورة لتغيير هذا الضعف
، واللحاق بالركب
السائر هي صورة العمل والجد والإتقان ، ولذلك حينما نسمع
هذه الاستغاثات أو عدم
الرضى عن هذا التخلف نسمعه كلاماً كأنه يدور في حلقة مفرغة
، والإجابات العملية هي
التي ينتظرها الناس ويؤملوا فيها التغيير ، وإلا فإننا
نستطيع أن نردد مع القائل
كثيراً من أسباب التندم والتحسر ، ولكن يحتاج الأمر في آخر
الأمر إلى العمل .
ملـكـنـا هذه الدنيا قروناً **** وأخـضـعـها جدوداً
خالدونا
وسـطـرنا صحائف
من ضياء **** فـمـا نـسـي الزمان وما نسينا
وكـنا حين يأخـذنا عـدو ****
بـطـغـيان نـدوس له الجبيـنا
تفيض قـلـوبنا بالهدي بأسا **** فـما نـغضي عن
الظلم الجفونا
وما فتـئ الـزمان يدور حتى **** مـضـى بـالـمجد قوم
آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي **** وقـد كـانـوا
أئمـتـه سنينا
وآلمـنـي وآلـم
كـل حر **** سـؤال الـدهـر أيـن المسلمونا
ترى هـل يرجع الماضي فإني **** أذوب
لذلك المـاضي حنيـــنا
ولن يرجع إلا بالجد والإتقان
.
السمة الثالثة :
الصبر والاستمرار
فإن التعليم وقضيته ليست مسألة فورية عابرة ، وليست
هي طفرة حماس
عابر ولا زمن قصير سائر، بل هي صراع حضاري ، وبناء أممي ، وجهاد طويل المسار ،
متعدد المسالك تحتاج الأمة فيه من أفرادها وأبناءها
إلى دأب واستمرار، فليس المسلم
هو الذي يقنع بالدون ، بل همته لا ترضى إلا بأعلى المعالي ،
ولذلك ما يزال كلما
اقتبس علماً ، وارتقى مرتبة سعى إلى غيرها ، وكان بهذا
السعي إلى التقدم عامل من
عوامل التغيير المنشود .
السمة الرابعة : الاستمداد من الله - سبحانه وتعالى
-
وهذه مزية الطالب المسلم يشعر دائماً بالفقر والعجز
والحاجة إلى الله - سبحانه
وتعالى - ولذا يندفع نحو الاستعانة بالله - جل وعلا - .
إذا لم يكن من
الله عون للفتى **** فأول ما يقضي عليه اجتهـاده
ويستشعر قول الله - عز وجل -
: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ولذلك تجده
يستمد من الله - عز وجل - دوام
الاستعانة به ، والحرص على الاستقامة ، ولذلك تجد في هذه
الأيام بعض الطلاب يحرصون
على الاستقامة ، ويقبلون على المساجد، ويحرصون على الطاعات
لماذا ؟ لأن في النفس
شعور بأن هذا يؤدي إلى التوفيق ويجد في العبادة والطاعات
ويقول الطالب في نفسه إن
أطعت الله سبحانه وتعالى يسر لي الأمر وسهل لي العسير ونحو
ذلك، وهذا الشعور في حد
ذاته محمود لكن السمة للطالب المسلم الحق هي داوم الاستمداد
من الله - سبحانه
وتعالى - فلا يفتر ويعلم قول الله - جل وعلا - : { إن الذين
قالوا ربنا الله ثم
استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا
وأبشروا بالجنة التي كنتم
توعدون ) فإذا كان هذا الجزاء في الآخرة فهو كذلك في الدنيا
عظيم ، ويكون في دوام
التوفيق والتيسير والتسهيل