أمام أبواب الجنة :
في هذه الدنيا بعد مراحل من العناء والإرهاق الجسدي والنفسي في يوم شديد الحر كبير العطش لو كنتِ أمام باب قصر ملك أو أمام باب قاعة احتفالات كبيرة بماذا ستشعرين ؟
إنها نسائم التكييف البارد والبخور وأنواع العود والطيب .. تسبقك من مسافة عن باب قصر الملك ..
وما عند الله في الجنة خير وأبقى ..
فماذا عنها ؟!! وماذا سيصلك قبل دخولها ؟!!
تصور أنكك تنتظري دخولها وهي تتلألأ من بعيد ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ، لو ابتعدت عنها مائة سنة شممت رائحتها .
ففي مسند الإمام أحمد عن أبي بكرة t قال سمعت رسول الله r يقول : ( إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ..) .
ما أطيب ريحها وما أروعه !!
فتستنشق نسيم طيب الكافور والمسك وتسمع حسن تغريد الأطيار وخرير تلك الأنهار وما لا تصفه ألسنة الواصفين ولا يخطر ببال المتفكرين
هنا حالة من الطيران والشوق غير العادي تخيليه هل نركض أم نهرول أم هناك وسائل تسحبنا دون جهد للباب حسب العمل .
لاشك أنه السباق السباق والمزاحمة على أبواب الجنة
من أي أبواب الجنة ستدخل:
هناك أبواب وليس باب واحد فكم يا ترى عددها ؟؟!
للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون والمؤمنات جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ(، وفي الصحيحين عن سهل بن سعد t عن النبي r قال : ( فيالجنة ثمانية أبوابباب منهايسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم)
وهناك باب للمكثرين والمكثرات من الصلاة ، وباب للمتصدقين والمتصدقات ، وباب للمجاهدين ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة t أن رسولالله r قال : ( منأنفقزوجينفيسبيل اللهنودي فيالجنةيا عبداللههذا خير فمن كان من أهل الصلاةدعيمنبابالصلاة ومن كان من أهل الجهاددعيمنبابالجهاد ومن كان من أهلالصدقةدعيمنبابالصدقة ومن كانمن أهل الصيامدعيمنبابالريان ، قال أبو بكر الصديق : يا رسولاللهما على أحديدعىمن تلكالأبوابمن ضرورة فهليدعىأحد من تلكالأبوابكلها قال رسولاللهr: نعموأرجو أن تكون منهم )
فهذه أربعة أبواب سميت ، ولا نعلم عن أسماء البقية والله أعلم ، لنزداد شوقاً في طلبها ..
أبوابها حق ثمانية أتت ******** في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ******** ب الصوم يدعي الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب ******** السعي منه داخل بأمان
أين المفتاح ؟!! :
أين المفتاح لنفتح الباب ؟!!
تلك الدار لا تُفتح إلا بمفتاح قد تعاهده صاحبه واهتم به ..
وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلاّ له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك [1] ..
فإياكِ أن تثلمِ منها شيئا .
يقول ابن القيّم :
هذا وفتح الباب ليس بممكن******** إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو********حيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ********إسلام والمفتاح بالأسنان
كيف حلق الباب ؟!! :
والآن اسمع إلى الشفيع صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن وفد الرحمن : ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) [2] .
حلقة واحدة تتكون من ياقوتة حمراء ما هذه الياقوتة التي على باب بوسع مسيرة أربعين سنة ثم على صفائح من ذهب .. يعني خزين الملوك والبنوك وباطن الأرض لن يغطي صفيحة ولن يكون مشاركا معه سوى بكلمة ذهب .
والآن انظر من يتقدم ويقرع باب الجنة ..
يتقدمنا أفضل الخلق سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه محمد المبعوث رحمة للعالمين ليقرع باب الجنة
والمشتاقات والمشتاقون خلفه .. يتطلعوا إليه وإليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة)أخرجه مسلم
يخرج سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام ، فإذا به يأخذ حلقة من حلقات أبواب الجنة ، فيقول الملك: من أنت ؟ فيقول : أنا محمد - بكل أدب وتواضع عليه الصلاة والسلام - فيقول الملك: لك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك .
فتصوروا أن الباب قد فُتح ، وتخيلوا أنكِم تنظرون إلى ذلك الباب ، وأنكِم تنتظرون الإذن لتدخلوا إلى تلك الجنان ..
ما أوسع هذه الأبواب !!
والآن تأمل رعاك الله قوله تعالى حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ((الزمر:73)
لنتأملوا مدى سعة تلك الأبواب التي تُفتح ..
سبحان الله .. هذه الأبواب في غاية الوسع والكبر ..
واسمعوا إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يصف وسع باب من أبواب الجنة كما في مسند الإمام أحمد فيقول : ( ما بينمصراعين فيالجنة كمسيرة أربعين سنة)
وابشر اخي و وابشري أخيتي فلهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم كما بلغنا المبعوث رحمة للعالمين r بذلك حيث قال : ( باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ثم إنهمليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول ) رواه أحمد
وهذا مطابق للحديث المتفق عليه إن ما بين المصراعين كما بين مكة وبصرى فإن الراكب المجد غاية الإجادة على أسرع هجين لا يفتر ليلاً ولا نهاراً يقطع هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه .
وتخيلوا عرض الباب - سبحان الله - تحتاجين إلى ثلاثة أيام من الإسراع على حصان حتى ينتهي عرض الباب فقط أي ما يقارب 1500كم تقريباً .. فما بالك بطوله ..
إنها ساعة من ساعات الازدحام عند أبواب الجنة
فلم الازدحام ؟ إنه الضمأ والشوق
و يا رحمة الله ما أوسع فضل الله
فلنحمد الله جميعاً أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلموا رحمكم الله قوله سبحانه جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ((ص : 50) فإن فيه معنى بديعاً وهو أنكِ إذا دخلتي الجنة لم تغلق أبوابها عليكِ بل تبقى مفتحة كما هي[3] ، وكلمة مفتحة عائدة على الأبواب الثمانية وليس أبواب قصرها المقصورة عليها والله أعلم ..
إن في تفتيح الأبواب لكِ إشارة إلى تصرفكِ وذهابكِ وإيابكِ وتبوئكِ في الجنة حيث شئت ودخول الملائكة أو الولدان عليكِ كل وقت متى شئت بالتحف والهدايامن ربكِ ، وأيضاً إشارة إلى أنها دار أمن لا يُحتاج فيها إلى غلق الأبواب كما كنت تحتاجين إلى ذلك في الدنيا .
ولما كانت الجنات درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت ، فعاليها أوسع مما دونه وسعة الباب بحسب وسع الجنة فإن أبوابها بعضها أعلى من بعض[4] ..
تخيلوا الإبداع الهندسي الذي لا تعرف البشرية له مثيل ..فسبحان الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
في هذه الدنيا بعد مراحل من العناء والإرهاق الجسدي والنفسي في يوم شديد الحر كبير العطش لو كنتِ أمام باب قصر ملك أو أمام باب قاعة احتفالات كبيرة بماذا ستشعرين ؟
إنها نسائم التكييف البارد والبخور وأنواع العود والطيب .. تسبقك من مسافة عن باب قصر الملك ..
وما عند الله في الجنة خير وأبقى ..
فماذا عنها ؟!! وماذا سيصلك قبل دخولها ؟!!
تصور أنكك تنتظري دخولها وهي تتلألأ من بعيد ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ، لو ابتعدت عنها مائة سنة شممت رائحتها .
ففي مسند الإمام أحمد عن أبي بكرة t قال سمعت رسول الله r يقول : ( إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ..) .
ما أطيب ريحها وما أروعه !!
فتستنشق نسيم طيب الكافور والمسك وتسمع حسن تغريد الأطيار وخرير تلك الأنهار وما لا تصفه ألسنة الواصفين ولا يخطر ببال المتفكرين
هنا حالة من الطيران والشوق غير العادي تخيليه هل نركض أم نهرول أم هناك وسائل تسحبنا دون جهد للباب حسب العمل .
لاشك أنه السباق السباق والمزاحمة على أبواب الجنة
من أي أبواب الجنة ستدخل:
هناك أبواب وليس باب واحد فكم يا ترى عددها ؟؟!
للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون والمؤمنات جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ(، وفي الصحيحين عن سهل بن سعد t عن النبي r قال : ( فيالجنة ثمانية أبوابباب منهايسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم)
وهناك باب للمكثرين والمكثرات من الصلاة ، وباب للمتصدقين والمتصدقات ، وباب للمجاهدين ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة t أن رسولالله r قال : ( منأنفقزوجينفيسبيل اللهنودي فيالجنةيا عبداللههذا خير فمن كان من أهل الصلاةدعيمنبابالصلاة ومن كان من أهل الجهاددعيمنبابالجهاد ومن كان من أهلالصدقةدعيمنبابالصدقة ومن كانمن أهل الصيامدعيمنبابالريان ، قال أبو بكر الصديق : يا رسولاللهما على أحديدعىمن تلكالأبوابمن ضرورة فهليدعىأحد من تلكالأبوابكلها قال رسولاللهr: نعموأرجو أن تكون منهم )
فهذه أربعة أبواب سميت ، ولا نعلم عن أسماء البقية والله أعلم ، لنزداد شوقاً في طلبها ..
أبوابها حق ثمانية أتت ******** في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ******** ب الصوم يدعي الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب ******** السعي منه داخل بأمان
أين المفتاح ؟!! :
أين المفتاح لنفتح الباب ؟!!
تلك الدار لا تُفتح إلا بمفتاح قد تعاهده صاحبه واهتم به ..
وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلاّ له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك [1] ..
فإياكِ أن تثلمِ منها شيئا .
يقول ابن القيّم :
هذا وفتح الباب ليس بممكن******** إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو********حيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ********إسلام والمفتاح بالأسنان
كيف حلق الباب ؟!! :
والآن اسمع إلى الشفيع صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن وفد الرحمن : ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) [2] .
حلقة واحدة تتكون من ياقوتة حمراء ما هذه الياقوتة التي على باب بوسع مسيرة أربعين سنة ثم على صفائح من ذهب .. يعني خزين الملوك والبنوك وباطن الأرض لن يغطي صفيحة ولن يكون مشاركا معه سوى بكلمة ذهب .
والآن انظر من يتقدم ويقرع باب الجنة ..
يتقدمنا أفضل الخلق سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه محمد المبعوث رحمة للعالمين ليقرع باب الجنة
والمشتاقات والمشتاقون خلفه .. يتطلعوا إليه وإليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة)أخرجه مسلم
يخرج سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام ، فإذا به يأخذ حلقة من حلقات أبواب الجنة ، فيقول الملك: من أنت ؟ فيقول : أنا محمد - بكل أدب وتواضع عليه الصلاة والسلام - فيقول الملك: لك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك .
فتصوروا أن الباب قد فُتح ، وتخيلوا أنكِم تنظرون إلى ذلك الباب ، وأنكِم تنتظرون الإذن لتدخلوا إلى تلك الجنان ..
ما أوسع هذه الأبواب !!
والآن تأمل رعاك الله قوله تعالى حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ((الزمر:73)
لنتأملوا مدى سعة تلك الأبواب التي تُفتح ..
سبحان الله .. هذه الأبواب في غاية الوسع والكبر ..
واسمعوا إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يصف وسع باب من أبواب الجنة كما في مسند الإمام أحمد فيقول : ( ما بينمصراعين فيالجنة كمسيرة أربعين سنة)
وابشر اخي و وابشري أخيتي فلهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم كما بلغنا المبعوث رحمة للعالمين r بذلك حيث قال : ( باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ثم إنهمليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول ) رواه أحمد
وهذا مطابق للحديث المتفق عليه إن ما بين المصراعين كما بين مكة وبصرى فإن الراكب المجد غاية الإجادة على أسرع هجين لا يفتر ليلاً ولا نهاراً يقطع هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه .
وتخيلوا عرض الباب - سبحان الله - تحتاجين إلى ثلاثة أيام من الإسراع على حصان حتى ينتهي عرض الباب فقط أي ما يقارب 1500كم تقريباً .. فما بالك بطوله ..
إنها ساعة من ساعات الازدحام عند أبواب الجنة
فلم الازدحام ؟ إنه الضمأ والشوق
و يا رحمة الله ما أوسع فضل الله
فلنحمد الله جميعاً أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلموا رحمكم الله قوله سبحانه جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ((ص : 50) فإن فيه معنى بديعاً وهو أنكِ إذا دخلتي الجنة لم تغلق أبوابها عليكِ بل تبقى مفتحة كما هي[3] ، وكلمة مفتحة عائدة على الأبواب الثمانية وليس أبواب قصرها المقصورة عليها والله أعلم ..
إن في تفتيح الأبواب لكِ إشارة إلى تصرفكِ وذهابكِ وإيابكِ وتبوئكِ في الجنة حيث شئت ودخول الملائكة أو الولدان عليكِ كل وقت متى شئت بالتحف والهدايامن ربكِ ، وأيضاً إشارة إلى أنها دار أمن لا يُحتاج فيها إلى غلق الأبواب كما كنت تحتاجين إلى ذلك في الدنيا .
ولما كانت الجنات درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت ، فعاليها أوسع مما دونه وسعة الباب بحسب وسع الجنة فإن أبوابها بعضها أعلى من بعض[4] ..
تخيلوا الإبداع الهندسي الذي لا تعرف البشرية له مثيل ..فسبحان الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .