والتربية الرياضية أو البدنية
لها أهميتها القصوى في التربية الإسلامية على اعتبار أن العقل السليم في الجسم
السليم. وفي هذا يقول الرسول (ص): «إن لبدنك عليك حقا».
وفي الحديث الشريف: «علموا
أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» ومن الألعاب الأساسية لعبة الرمي، وهي
لعبة تؤدي إلى زيادة القوة البدنية.
ويقول الغزالي في هذا الصدد:
«وينبغي أن يؤذن للتلميذ بعد الانصراف عن الكتاب أن يلعب لعبا جميلا يستريح
إليه من تعب المكتب. بحيث لا يتعب في اللعب فان منع الصبي من اللعب وإرهاقه في
التعليم يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص
منه».
واللعب الجميل الذي يشير إليه
الغزالي ليس لعب الكرة في الشارع داخل الأحياء السكنية، ولا لعب الكمبيوتر
وأجهزة الأتاري مما يسبب للطفل أضرارا فادحة. بسبب مافيها من عنف مما يغير سلوك
الطفل نحو إخوانه ووالديه. وما يؤدي إلى أضرار جسدية ونفسية. حيث أن الغزالي
ينهى عن الألعاب الضارة للأطفال أيا كانت. واللعب الجميل الذي يشير إليه هو
اللعب المنظم داخل ملاعب المدارس والمعاهد والكليات الجامعية والأندية الرياضية
تحت إشراف المتخرجين في مختلف أقسام المعاهد العالية للتربية الرياضية.
وهذا اللعب من وجهة نظر الغزالي
ضرورة علمية وعقلية واجتماعية ونفسية تجدد ذهن الطفل أو اليافع أو الشاب الصغير
حتى يعود إلى دراسته أو عمله وهو أكثر اشتياقا إليه وقواه متجددة حتى لا يسأمه
ويفر منه وممن يفرضون عليه بمختلف الحيل النفسية المعروفة.
وعلى الوالدين ان يقتديا بلقمان
في توجيه ابنائهم إلى مايتفق مع الفطرة السليمة التي ولدوا عليها. وكما جاء في
القرآن الكريم: «يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في
السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير يابني أقم الصلاة وأمر
بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور” ولا تصعر
خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور” واقصد في مشيك
واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير. (لقمان 16 - 19).