من واجبات الإدارة المدرسية الناجحة العناية بالمدرس ،
وتكوين شخصيته التربوية ، وأن تحشد الإمكانيات المستطاعة في سبيل راحته ليتمكن من أداء رسالته
على خير وجه0
وألا توضع العثرات في طريقه ينشغل بها ، فتكون هاجسه وهمه ، وتغير في تصرفاته
0
ولا يمنع كل ذلك من محاسبته عن التقصير والتجاوزات ، لكن يجب أن تكون محاسبته
عرض ، واستفسار ، مع الاحترام والخطاب السليم 0
ومن الثغرات والخلل ما يلي : -
1 –
أن يحرم المدرس الجاد ، وصاحب الجهود ، من التكريم ، والرعاية ، أو العفو عن
العثرة ، أو الزلة خوفاً من أن ينقطع حبل الحزم ضد المتساهل 0
فهل من العدل أن يجد المتلاعب الفرص الكثيرة ، ويحرم المجتهد الشيء اليسير 0
2 - الاستخفاف بالمدرس بإساءة التخاطب معه ، وكأنه صغير ، وكأنه جاهل ،
وكأنه ضعيف الإدراك ، وكأنه متساهل بأمانته ، وهذا أمر يعطي دلالة على
الاستخفاف برسالة العلم والتربية 0
3 - الضغط على وتر المدرس ،
لإصلاح الخلل في نظام المدرسة ، أو تحميله سد الثغرات الإدارية
4 - كما أنه من أقبح الصفات في الإدارة : البخل عن تشجيع العاملين في التربية
والتدريس ، ودفعهم لتحقيق المزيد في كل وقت ومناسبة ، دون الثناء على عطائهم وجهودهم 0
فمتابعة الإدارة ، والتفاعل مع المدرسين في المصلحة التربوية ، والتواصي
بينهم بشأن الإصلاح كلها روافد تصب في نهر التربية ، فالنية والجهد مهما قل ،
يبلغ صاحبها الأجر العظيم ، والمقيل في جنات النعيم إن شاء الله تعالى 0
5 –
ضعف الإدارة ، وله عدة أسباب : أ –
الجبلة والخلقة 0 ب – الجهل بالأنظمة والأسس
التربوية 0 ج – عدم الاكتراث بالمسؤولية 0
د – التنافر وعدم التفاعل مع هيئة
المدرسة 0
هـ –
من يقع في التجاوزات ، أو التقصير ، قد يكون مرهوناً بها ، يخشى أن يفتضح أمره
لو نازع أحدا 0
6 - مكيال العدل:
قال تعالى : { ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله
شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى
}(1)
على مكتب بعض المديرين ممن فقد القوة ، بل من فقد العدل ، ثلاثة آصع ، لا
صواع واحد
حسب الهواية ، وحسب قوة شخصية المدرس ، أو سماحتها ، أو الخدمات الشخصية ، أو
غير ذلك :
الصواع الأول : جعله لأناس يكيل لهم به الابتسامة ، والبشاشة ، بل ويرجوهم
أن يؤدوا أعمالهم
وهذا أمر محمود وحسن لو كان للجميع 0
الصواع الثاني : يضعه وقاية أمام وجهه ، يكفهر وجهه خوفاً ، وتنقبض أساريره
فرقاً ، لايرد على الكلمات القاسية إلا بصوت منخفض ، وقد يُرتج على لسانه
الكلام ،ويغلق عقله عن الحجة، لفئة أخرى من الناس ، بل لا يحاسبهم عن تصرف سيء
، ولا يطالبهم بكثير من واجباتهم 0، بل يفتح لهم أبواب الحرية في العمل 0
وهل هذا إلا الإخلال بالأمانة وإهدار المسؤولية ؟0
الصواع الثالث : لأناس يتصفون بالسماحة ، ولا تخشى سطوتهم ، فيكيل لهم به
التقريع والشدة في الألفاظ ، والتقصي في المسائلة ، والمحاسبة على القليل
والتافه ، والظلم في الحقوق ، والزيادة في نصاب العمل ، والاتهام مع البراءة
0 لايقبل لهم رأياً ، ولا يستجيب لهم شفاعة ، ولا ينسى لهم زلة 0
فما أعظم الشطط على عباد الله ، وما أخطر التجني على كل مسلم 0
7 - المحافظة على أخلاق الطلبة وسلوكياتهم :
من واجب الإدارة حفظ سلوك الطالب ، وعقليته من العدوى ، والعابثين ، والطلبة
السيئين
وليست الإدارة مجال المباهات ، والتفاخر عند العقلاء ، وإنما هي أعظم
مسئولية ، وأكبر تكليفا وأمانة 0
هاهي فلذات الأكباد يلقيها الآباء في أعناق المسئولين في المدرسة بذرة صالحة ،
فهل تكون تلك البذرة بعد حين في هذه المدرسة شجرة طيبة ، أصلها ثابت وفرعها في
السماء ، لوجود السقاية والحماية أو يأتيها لهيب العدوى السلوكية ،والشرارات
المحرقة0
إن الإدارة فراسة ، ومتابعة ، وعمل ، ورقابة واعية ، و على الإدارة الأخذ
على يد الطالب المتعفن في سلوكه ، وعقليته ، ووقاية مجتمع المدرسة السليم
منه 0